Tuesday, July 30, 2013

و علق حلمه على الشماعة *

و قد تربى في واقع حياته الضيق و رؤيته المحدودة
فكلما ازداد في العمر كلما أدرك أكثر و عرف أكثر و رأى أشياء مختلفة\مبهرة
ليدرك أن عالمه ما هو إلا سمكة صغيرة في محيط ضخم
أشياء كان يتصورها مستحيلة قد رآها على أرض الواقع في عوالم أخرى كثيرة غير عالمه
ليدرك أيضًا أن الأحلام ليست وهم
و أنها ربما في يومٍ ما  تتحقق
و أن كل إعجاز\إنجاز كان ورائه فكرة
 و التي كانت مجرد" حُلم"
علمه العالم الكبير أن يحلم , فزرع بذورًا لأحلام كثيرة
أغلبها بالبسيط إلا أن أرضه مُحَطِمة\تتميز بقتل الأماني
حلم
 و حلم
و حلم
 و حلق في السماء
ثم هوى
 فارتطم بالأرض
فأصبح كالتائه في صحراء واسعة
أو كالغارق في محيط مظلم
تعلم أن يحلم ثم عَلم أن واقعه مُحبط
ف حطم أحلامه بيديه
 و أصبح كالهائم بلا هدف , بلا طموح
منتظرًا أن يوجهه أحدهم إلى الإتجاه الصحيح
*منير 

أرواح متلاصقة

و كان يبعثرها في الهواء فتتناثر
ثم يلملمها بـ"ضمة"
يهرب إلى عينيها فيختبئ
يتأملها فيغرق
كان يذوب فيها و تتوه فيه
و تسكن ضلوعه و تحتويه
كانت أشبه بالمخدر يُنسيه
كانا جزءًا واحدًا لا يتجزأ
مهما حدث و مهما ابتعدا كان يجد كل منهما طريقه إلى الآخر

Saturday, June 29, 2013

سقوط

- فعندما تنظر إليك فهي تخترقك , فكأنما تغوص إلى أعماقك.

----------

- عندما أُحدث شخصًا ما لا يسعني إلا النظر في عينيه , بداخلهما
فكأنما أتعمق فيه , فأشعر بأني أغرق , أسقط في هوة سوداء عميقة
 فأجفل .
لا أقدر أن أديم النظر حتى لا أطيل السقوط .
فكأنما "أغرق " .

----------

- " لما ببص جوا جوا عينيهم بغرق . و عينيك الوحيدة اللي ماكانتش بتغرقني "
قالتها وهي تنظر إلي بل إلى داخلي .
أحيانًا تُخيفني .
و كأنها تستطيع الكشف عن أغوار نفسي .

---------

عادة سيئة.. سيئة , لا يسعني التخلص منها .
إحساس السقوط في سواد دائم ليس بالشيء اللطيف ,  أبدًا .

عندما كنت أدرس كان يتسائل زملائي لم أبدو دائمًا كالنائمة ,عيناي إلى أسفل .
فقد كففت  النظر إلى من يحدثني ليس خجلًا
بل "خوفًا" .

Sunday, June 9, 2013

أشباح سوداء

 و لقد نَسوا "أنفسهم" و  أشياء أخرى كثيرة تتعلق بهم .
دُفِنت أرواحهم في مكان بعيد  فبقوا أجسادًا بلا أرواح , كالإنسان الآلي .
أصبحوا غارقين في دائرة مغلقة من الركض و الركض
و المزيد من .. الركض! 
 هنالك طريق محدد يسير عليه الجميع , لا أحد يجرؤ على اختراقه قط .
 الجميع و الجميع بلا استثناء كانوا يسيرون وفقه.
و من  يحيد عنه كان يلقى حتفه
 سواد غزير يحيط به , أصوات تحاصره من كل جانب  فتتسلل إلى داخله لتنثبط من عزيمته و تنثر فيه الخوف
تقتل ما تبقى لديه من روح , أمل , حياة كي يعود مرة أخرى نادمًا إلى "الطريق الصحيح " .
و لكن هي ..أبت .
 أبت أن تصير جسدًا بلا روح . 
حية ميتة , بيدين متهدلتين , رأس مطأطأ , و أقداما تجر بعضها بعضًا.
قررت أنها ليست - و بالضرورة - أن تكون كالآخرين .
و أنها سوف ترسم طريقها بنفسها و بدون أي مساعدة .
ثارت
 تمردت .
خرجت عن المألوف .
 كان لا بد لها أن تواجه تلك الأشباح السوداء  
و قد كانت مصرة , فقد أخذت قرارًا قاطعًا بالتغيير .
و لكنها جاءت في منتصف الطريق .. منتصف الصراع و تزعزعت .
بدأت تتردد 
 تخاف 
تتسائل
 "ماذا لو " ؟!
- ماذا لو كنت مثلهم جميعًا ؟ 
- ماذا لو كان قدري أن أكون كذلك ؟ ماذا لو لم يكن أمامي خيار سوى ذلك ؟ ربما هم أنفسهم لم يكن لديهم خيار سوى أن يصبحوا هكذا!
ربما حاولوا .. قاتلوا.. قاوموا , ولكن لا فائدة ؟!
ماذا لو ؟!!

كانت تستحوذ عليها الفكرة يومًا بعد يوم . 
شحب وجهها , اصفر لونها , و بدأت تذبل كورقة خضراء هب عليها الخريف فاصفرت . 
أدركت مدى  جدية الموقف و مدى تأثيره  في حياتها 
 فقد بدأت تتساقط روحها قطعة تلو الأخرى .
بحثت عن بصيص أمل , ثقب نور و لكن دون فائدة .
كانت محاطة بأشباح سود .
يمتصون روحها على فترات .
سمعت دندنة آتية من خلفها .
اندهشت
فالتفتت 
فإذا بكائن صغير لا يتعدى طوله شبرًا , من نور .
قفز على يديها و وقف على كتفها و همس في أذنها قائلًا :
" تقدمي , لا تخافي
 لستِ مثلهم .
هم قد سلّموا زمام أنفسهم منذ زمن .
 و نسوا لمَ خلقوا ؟ و لمَ لا زالوا أحياء ؟!
لا يدركون مدى أهمية كل ذرة هواء يستنشقونها كل ثانية . 
في حقيقة الأمر هم لا يفقهون شيئًا عن الوقت
أهميته
  الدقائق , الثواني .
لا يعلمون أنها قد تشكل فارقًا كبيرًا في حياة المرء . 
إلى الأمام سيري بثبات و خطى واثقة 
فأنت لستِ مثلهم "
 كان لتلك الكلمات الأخيرة  و قع مناسب في نفسها  . 
حاولت أن تقف 
فسقطت 
فحاولت مرة أخرى
فسقطت 
فظلت تحاول حتى وقفت
  حتى ثبتت على قدميها 
وسارت ..





Friday, June 7, 2013

في حضرة الموت 2

و قد أخبرتها بأن تتماسك , فلا جدوى من الانهيار سوى أنه قد يوقعها في حفرة عميقة قد تظل غارقة بها للأبد.
كنت أعلم أن كلامي لها لم يكن ذا جدوى إلا أنني لم أجد شيئًا آخر لأقوله . فأنى لي أن أواسي من فقدت للتو أعز ما تملك !
عندما يحضر الموت لا يكتفي بأن يأخذ شخصًا واحدًا فحسب , بل يأخذ معه عدة أشخاص ,  ثم يرحل .
تخيفني قدرته الرهيبة على اختطاف أي شخص من بيننا و وضعه تحت الأرض\التراب , و كأنه لم يكن !
كان هنا ولم يعد !
يختفي , يختفي تاركًا ورائه كل شيء .ربما تكون قد رأيته منذ بضع ساعات او بضع دقائق و لكنه تبخر الآن.
فيتوقف عقلك عن العمل محاولًا استيعاب ما حدث .
البعض منا يظل يكرر جملة "قد مات" كي يُشعر نفسه بهول ما نزل به  و لكن أنى له ؟!
بعد بضعة أيام من تكرار ذلك تشعر و كأن ذاك الشخص ما زال حي فكيف له أن يختفي بكل تلك البساطة ؟!
فتهدأ .. تنسى أو ربما تتناسى كي تستطيع أن تكمل حياتك . فكأنك تهرب من حقيقة ما بتكرارها كل يوم حتى تصبح طبيعة \عادية
فتفقد معناها و محتواها وكل شيء و تتناسى حقيقة ما حدث!
يصفعك الموت غالبًا , و صفعته مريعة , لكي يذكرك بأنه موجود فحسب وأنه يومًا ما سينال منك .


مُفارقات

(1)
كانت قد انتهت توًا من محاضراتها , سبقت صديقاتها ببضع خطوات , لم تكن تمشي حينها , بل كانت تطير , تفرد ذراعيها محتضنة كل شيء .
كانت هائمة !
تلك الفتاة كانت ترسم و تكتب و لها من الأفكار ما لا يُستهان به . كان عقلها من تلك  العقول اللامعة التي قد انقرضت منذ زمن.
كان لها خيالًا خصبا . يمكنها أن تغوص بك إلى أعماق البحار و أنت لا زلت ساكنًا في مكانك لم تتحرك !
 و لكنها في يوم اكتفت, اكتفت فحسب !
قررت أن تسير على خطى الجميع مضحية بها . 
لم تعد تبث بعضًا من روحها في تلك الأشياء , و كأن قدرتها فقط "تلاشت" !
و تلاشت هي معها !

(2) 
كان نقيًا ,  لم يدع  للحياة فرصة كي تغير منه .
كان يعرض رسوماته و كتاباته على الاخرين دائمًا, غير مهتمًا برد الفعل الذي يلقاه.
شارك في بضعة حفلات , أصدر بضعة كتب وأصبح من الشخصيات العامة .
كان يستخلص قصصه من الواقع , فمخيلته كانت معدومة ! 
معظم كتاباته كانت تخرج عفوية . تحكيه او تحكي شخصًا ما يعرفه .
 مقدرته الأدبيه كانت ضعيفة , و على الرغم نال صيتًا واسعًا .


(3) 
لم تكن تدري بموهبتها , قررت في يوم أن تُجرب شيئًا جديدًا . و قد نال ما كتبته إعجاب الجميع .
لكنها دائمًا ما كانت تقف في المنتصف , متردده ما بين التوقف و الاستمرار .
كانت تخاف , تخاف المجتمع,ردود الأفعال,الآراء . كانت تستمد ثقتها من الآخرين
 فإذا هم تلاشوا تلاشت !
أخبرتها معلمتها ذات يوم بأنها تمتلك موهبة رائعة وعليها ألا تتركها تندثر , ولكنها دائمًا ما كان يصيبها الإحباط فتقعد في "المنتصف"
أحيانًا كانت تتفوق على نفسها , و أحيانًا أخرى كانت تعود للوراء ..للوراء كثيرًا .
و لكنها في النهاية ظلت جالسة في "المنتصف" 




Thursday, May 2, 2013

هروب

و قد اعتاد على الهروب من مشاكله, و قد اتخذ هروبه عدة أشكال فكان السفر واحدًا منها .
عشرة أعوام من السفر , عشرة أعوام من الهرب !
كيف يجرئون على أن يُطالبوا من عانت روحه الاغتراب حتى اعتادت أن تستقر ؟!
السفر مرهق و الاستقرار أكثر إرهاقًا, السفر يتيح الهروب و الاستقرار يعني الالتزام .

" -ألم تُسافر من قبل ؟
- لا , أرجوك إوصف لي كيف يكون ؟
-إنه حرية أو ربما تحليق - وكلاهما سيان - أن تكون معلقًا بين وطنين \ مكانين , فتكون روحك مشتته أو كفراشة حائرة بين الزهور
فتحط على تلك لتمتص من رحيقها فينتزعها القدر على غير رغبة لتذهب لأخرى فلا  تكاد تحط عليها حتى تُنتزع مرة أخرى ! "

و قد كان الهروب وسيلة مجدية في مواجهة المتاعب و ليس الخروج منها فحسب و في التخلص من مشاعر الحزن \ التردد \ التعلق 
فكل اشتياق\شوق , حزن , تبرم , استياء يُدس في صندوق عتيق ويُغلق عليه بمفاتيح و يُدفن في أعماق الأعماق فيُنسى أو يتناسى 
كأنما يؤجل مواجهة الأمر لوقت لاحق , كأنما يؤجل موت أحدهم لوقت لاحق, كأنه ما زال حي بداخله.
أن يكون حي حتى يأتي وقت يبحث عنه فيه فلا يجده فيتذكر رحيله منذ زمن بعيد ثم يُزيل تلك الفكرة الرهيبة ليعود حيًا مرة أخرى في مكان ما .
فهو يهرب من الواقع فيؤجل مواجهة كل ما يُستجد به , فلا يتأقلم معه بل يدعه  في مكان ما بداخله , مُعلق, حتى يحدث أيا ما كان  فيصتدم به 







Sunday, April 21, 2013

تواجد

ما يؤلم حقًا أن تكون وحدك من يتذكر , وحدك من يمتلئ بأشخاص قد اختفوا منذ زمن .
في الواقع أنا لا أكره الوحدة بل أقدرها , المقيت في الأمر ليس الوحدة في حد ذاتها بل كونك وحيدًا \ متفردًا في عدة أشياء 
دعنا لا نذهب بعيدًا , فعلى الرغم من مرور أكثر من 13عامًا على صديقتي في الطفولة فإني ما زلت أذكرها 
على الرغم من أنها من أقصى الغرب و أنا من أقصى الشرق ! 
أليس هذا مثيرًا للسخرية بعض الشيء, قس على ذلك أمورًا كثيرة .
أن تكون وحدك " المتواجد " دائمًا مهما تكن الظروف مهما تكن مُحاصرًا من قبل الحياة 
أن تُفرغ نفسك لأي شخص-مين ما كان-
أن يلتصق بك الأشخاص على مختلف أنواعهم , مهما كانت مدة معرفتك بهم قصيرة 
ربما لأنني عاشقة لأدق التفاصيل في المقام الأول !

Saturday, April 20, 2013

احتقار الذات

- وماهو احتقار الذات ؟ 
- أن تحتقر نفسك \ تقلل من شأنها قبل أن يأتي آخرون ليحتقرونها .
كان هذا آخر حوار قد دار بيني وبينها في وصلة من وصلات السهر الطويل .
على الرغم من معرفتي الجيدة بها إلا أنها آخر شخص كنت أتوقع أن يقلل من شأن نفسه ! 
أظنها ليست من الداخل كما هي من الخارج . 
ذات مرة سألتها كيف يكون ذلك ؟
قالت :
- بأن تقلل من قدر نفسك فتلهب ظهرك بالسوط , فيكون مجهودك دائمًا غير كافٍ  و أن تكون شخص سيء دائمًا سيء دائمًا مخطئ!
قلت : 
- و ما السبب وراء ذلك ؟ 
- ربما رؤيتي للأشخاص وهم ينتقدون بعضهم البعض و يقذفون بعضهم هو الدافع ؟
ربما لأني أخاف , أخاف من أن أُرمى في يوم من الأيام  , لكنني أعلم أن كل مرء لابد و أن يُوجه له الانتقاد مهما كان .
ربما مزيج من كل هذا هو الدافع وراء ذلك الشيء , فتقلل من نفسك ومن قيمتك , و إن أخطأ أحدهم في حقك ترمي نفسك بالسوء 
فتكون أنت المخطئ , أنت المخطئ مهما حدث !
- ربما أنتي فعلًا مخطئة , في حق نفسك .


Friday, April 19, 2013

تقوقع


فتكون غير مرئي , دون أثر أو تأثير في أي شيء 
كلفحة هواء باردة بل أدنى
 فعلى الأقل هي تترك أثرا !
أتعلم كم من الرهق الخروج من قوقعتك إلى الحياة !
أن تترك عزلتك و محيطك الهادئ  لمكان أقبح وأشد سوءًا 
و كأنني مغناطيس لكل ما هو سيء 
عانيت كثيرًا في التعامل مع البشر فكلما يحدث شيء أهرع لمخبئي السري و أتقوقع ثم أظل مختبئة\ هاربة فترة من الوقت 
حتى تمتد إلي يد لتجذبني إلى الخارج مرة أخرى فأعاني ثانية لأهرع مرة أخرى فأقع في دائرة مغلقة من الخروج والدخول
قال لي أحدهم ذات مرة " و لأننا نشأنا سويًا نعلم بعضنا البعض جيدًا فلا نسبب الكثير من الإحباط, فكلنا واحد , أما الخارج فهو سيء عليكي أن تبحثي عن أحد مثلنا حتى تستطيعي أن تتعايشي معهم " 
لكنني قط ما عثرت على أحد ! 
من المثير للسخرية أيضًا أنك تجالس أناسًا فتقع موقع المشاهد والمستمع لأفعالهم و أحاديثهم كأنك تشاهد فيلمًا سينمائيا . 
الترفع عن معاملة الناس يكسب المرء أعداء كثر دون القيام بأي شيء , على الرغم أنهم لايلعمون سبب ترفعك عن الاختلاط  بهم 
 أنك لا تحب الانسياب وسط جمعًا من الناس . 
ولأنني متقوقعة , فلا يعرفني الكثيرون وربما لا أحد !
و لأنني متقوقعة -بالفطرة- سأظل غارقة في الدائرة المغلقة من الهروب والمواجهة ! 




Monday, February 25, 2013

في حضرة الموت

_ في  حضرة الموت يبدو كل شيء سخيف\تافه يدعو إلى السخرية !
تبدو أنت أكثر صمتًا
تغرق في هوة عميقة مظلمة
لا ترى لا تسمع لا تتكلم
حتى لا تبكي !
تترك جسدك يقوم بالردود المعتادة في هذه الظروف
إيماءة و شبح ابتسامة .
يبدو العالم صاخبًا جدًا !
متكلف إلى أبعد الحدود .

_ في حضرة الموت أنت لا شيء , مجرد تراب تذروه الرياح بعد شهر أو بعض شهر !
في حضرة الموت كل عبارات التعزية تبدو سخيفة \ لا قيمة لها
لا شيء قد يسكن الوجع , يزيل " ألم الإنتزاع " !

_ في حضرة الموت كل ما تطلبه هو السكوت \ الصمت
" أبها العالم , من فضلك
اخرس " 

هدوء


(1)

 كثيرًا ما أغرق في صمتي فأحتبئ بداخلي بعيدًا عن العالم يمضي الوقت ..
أنتظر أحدًا ما لينتشلني من تلك الهوة العميقة
 لكن لا يأتي أحد قط !

----------

(2)

عندما تسرقني نفسي ، أنعزل ، لأبقى وحيدًا
أشاهد كل شيء من على بعد 
أقف موقف المتفرج في قاعة سينما فأرى الجميع مفرطين في الفرح ، في الحزن
 في كل شيء حتى في إيذاء بعضهم

---------

(3)

 عندما تنتاب المرء حالة سخط / سأم
يتجرد من كل عواطفه التي تعميه عادة 
ليرى الجميع على حقيقتهم التي طالما تغاضى عنها / أنكرها !
 لينتابه سخط أكبر 
عليهم و على نفسه ! 
عندما يتنابني ذاك السخط لا أبتعد
 فإذا ابتعدت غرقت
 و إذا غرقت لم أنج ! 

Saturday, February 9, 2013

إدراك


(1)
قال لي أحدهم مرة " تختلف ردود أفعالنا في المواقف الحاسمة ، فقد تنشغل بنفسك متناسيا الاخرين من هول الموقف، 
فتترك ابنتك \ أخاك \ من هم حولك لتنقذ نفسك فحسب ! "
لكني لم أقتنع ، فهل يعقل أن تتناسى أهلك من هول الموقف
مقابل حياتك فحسب ! الحياة فانية بأية حال!
لا أتخيل أحدا يترك طفله وراءه ، أو يحمي وجهه بيديه تاركا الصغيرة دون حامٍ! 
لعدة مرات كنت أعلم ما سيحدث ، لكني قط ما تحدثت لأحذرهم 
ما صرخت قط ! فبم سيفيد الصراخ ؟ بم تفيد بضع حروف تخرج سليمة كانت أم ملعثمة ؟!حذرت نفسي مرارًا من أن صمتي سيصفعني يومًا ما طالبًا مني الحديث 
وقد صدقت !
عدة ثوان فقط تفصلك بين إدراكك للشيء و حدوثه !
كنت أعلم أننا سنصطدم
وقد اصطدمنا ! 
-------
(2)
تغفو فقط لتستيقظ على صرخة فاصطدام فغرفة في مشفى !
كل ما يتطلبه الأمر سائق غفت عيناه او اخر طائش!
أؤمن بأن الله موجود دائمًا بأنه سينقذني إذما أصابني شيء 
اعلم يقينًا أنه لن يدعني في أحلك اللحظات\الظروف
من رحمته بي أن ألهمني بأن أُجلس طفلتي مع أخوتها .
صرخة
فاصطدام !
رأيت شبح الموت يطوف بنا فردًا فردًا
ارتعدت خوفًا 
دعوت الله كثيرًا أن يدعنا ويرحل !
إلى أن ابتعد وتلاشى !
عد ثوان فقط تفصلك بين إدراكك للشيء وحدوثه !
عدة ثوان فقط تكفيك لتصرخ!

Friday, January 4, 2013

وجع الحياة


نظرتك فحسب هي من تحدد سعادتك أو بؤسك
وأنت دائمًا ما تنظر للنصف الفارغ من الكوب
أحيانًا إن لم يوجد النصف الممتلئ علينا اختلاقه كي نكمل الحياة!
روحك بائسة كما أرواح كثيرين
أعرف أن "وجع الحياة" مقيت لكن لمَ تعطي الحياة فرصة أن "توجعك"!
فلتخلق عالمًا آخر لتعيش بداخله كحبوب مهدئة تساعدك على العيش
فما فائدة الحياة لو نحيا بؤساء!
لم نخلق لنحزن.. لم نخلق لنكدر صفو الحياة على الآخرين.. لم نخلق لنتألم..
لم نخلق لكي نسير في دائرة مغلقة
لم نخلق لنبحث عن أي هراء من ترهات الحياة
خلقنا لكي نعبد ونسعد!
فدع وجع الحياة!

أشياء


"من الجيد أن يتعلق حبنا بالأشياء.. الأشياء فحسب".
أن تتعلق ببحر، بقمر، بسماء تتخللها السحب وتتناثر في أرجائها حبات لؤلؤ
أن تتعلق بلفحة هواء باردة، بكوب من القهوة على صوت درويش أو مارسيل أو فيروز 
أن تستنشق الهواء ببطء وتخرجه ببطء لتشعر بأنك مازلت على قيد الحياة
الأشياء فقط هي الباقية..
الجميع مغادرون!

تخبط


تخبط بين الحلم والواقع
بين الأبيض و الأسود
بين النور ولاظلام.
تخبط بين الموت والحياة.
بين التأمل والجمود
بين قلم يكتب واخر يموت !

--------------------