Tuesday, August 7, 2012

أن تطير؟!

تجمدت حيث أنا حين رأيت قدميها الصغيرتين تتدليان خارج النافذة..

جل ما أرادته هي أن تطير!
كثيرًا ما اجتاحتها نوبات من الجنون.. فتطل من النافذة ناظرة لأسفل, فتشعر بالأرض منادية لها من بعيد!
والسماء داعية لها كي تحلق في أرجائها المتسعة..
دائمًا ما أحببتُ جنونها الطفولي.. 
ربما أرادت التحرر أيضًا؟
من جسد يعيقها.. مجتمع يقمعها ويمحوها..أناس تعود عقولهم إلى عصور الجاهلية والضلال!
لاسيما أرادت أن تبحر ف الأرض الزرقاء.. أن ترى إبداع من الخالق يتجلى.. تشاهد عوالم مختلفة فتستمع إلى تواريخها وتشاهد حضاراتها التي قد سبقتها من قرون مضت .
أن تسير على ضوء من القمر في الصحراء والبحر !
ربما أرادت أن تمحو كل القيود السوداء
صرخة واحدة هي التي أفاقتني من سباتي العميق..لأدرك أنني كالحجر الأصم ثابتًا لم أتحرك !
أتخاذلت في إنقاذها؟ أم أنها هوت قبل أن أدرك ذلك حتى؟

أتسائل لمِ لم تأخذني معها؟

جل ما أرادته هي أن تطير! أو لربما أهذي.. فأنى لها أن تفهم الطيران..؟!

انحدار

أُشاهد انحدار أمواج البحر المتلاطمة والمتصادمة مع بعضها البعض .. بينما تتعارك عواصف أخرى بداخلي  وتجتاحني تلك العواطف التي تأتي بين الحين والاخر و تتخبط تلك الأفكار المتناقضة في جدار عقلي المُجهد لتنتهي بلا جواب على الأسئلة اللا متناهية لتنتدثر تمامًا كذاك الموج الذي يسرق من الرمل حبيباته ما استطاع ثم يرحل !
أناس غير الأناس كنت قد عرفتهم منذ زمن أو لربما أتخيل ذلك !
كانوا, وكان فعل ماضي, طيبين.. منيرين.. قاشعين لظلمة العقول! 
رغم تشابههم من الخارج إلا أن كل كائن منهم كان يحمل عقل فذ و فلسفة متميزة ورؤية مختلفة للحياة و المغزى منها 
عشقت لقائاتنا في تلك الأرض البعيدة و مناقشاتنا !
إلا أن الحال أصبح غير الحال !
و طغى الجانب المظلم على الإنساني.. فتفشت اراء غريبة ونشبت أفكار ذميمة وتجلت صفات سافرة ! بقدوم الانفتاح .. باختلاط كل شئ جيد وسئ على السواء!
فتهتز دفة العقول.. لتُظهر لنا أشخاصًا اخرين لم نكن نعهدهم!
وهكذا أعود لأتسائل.. أكانوا هم نفس الأشخاص.. هكذا من البداية؟ أم أنني أنا الذي لم أكن أرى كفاية؟!