Friday, November 23, 2012

عن الجنون



هل رأيتي القمر يبتسم من قبل؟ 
دائمًا ما أراه يبتسم ابتسامة حزينة . 
هل جربتي أن تحتضني السماء ؟
من المفيد أحيانًا أن تخرج ذاك الطفل بداخلك وتدعه يلعب قليلًا بغض النظر عن عمرك فذاك يبعث على السعادة .
الرويتن و الملل كلاهما يقتلان المرء . الجنون يبث الروح فيك
الجنون - بالنسبة لي- هو " ألا تُجن " !

عن التعلق


كطفل صغير يتعلق بجلباب أبيض.يُنزع منه فيبكي !
ما أتعس المرء المتعلق بالأشخاص.على الرغم من سعادته اللامتناهية بهم إلا أنه يأتي اليوم الذي يُنزعون منه .
ما أبغض الموت الذي ينزع أحبتك منك. أولئك الذي ظننت استحالة الحياة بدونهم. وعلى الرغم..تستمر الحياة!
" وكم من عين جفت ولم ينطفأ ما بالقلب من اشتياق " 

عن الخروج


أتوق للخروج و التحرر من جسد قابعة به ومن قيود سخيفة تمنعني..
في القرون الماضية تلك القيود التي تكبّلنا لم تكن موجودة.
كان العالم بسيطًا. كان كل شئ أبسط. 
و كم من آخرين يتوقون للخروج.

عن الخوف


خوفك من الفقد.من الكذب و الغدر. من تحطم الأقنعة و رؤية الوجوه.
و في كل مرة تتسائلي عن سبب تقوقعك يأتي أحد ما من الخلف ليذكرك فتهرعي إلى مخبأك مرة أخرى.
عن الخوف من تكرر وقت مضى كان البكاء فيه دون سبب. و الحلول قد تهربت منك . و تجهل من الأساس خطبك! 
عن الخوف من تلاشي الأحلام بسبب قيد أحمق تعجز عن التحرر منه!
كخوفك من الموت و أنت على قيد الحياة.

عن الهراء والترهات



يتحدث كثيرون حولك وانت صامت.تنظر لكل فرد منهم.
هي كلها ترهات. ما يتفوهون به من كلمات هو هراء!
أنا أيضًا أيها الغريب أحب الصمت الجميل .
عندما تتحدث مع أحبتك طويلًا . تحكوا قصة لتذهبوا لأخرى .. وهكذا لا ينتهي الحديث .
تحدث لنا أشياء كثيرة عبارة عن ترهات فترهات فترهات. عندما يُحدثك أحدهم بأنه اسف لما حدث لك فهي ترهات 
كل ما يُقال "لزوم الإيتيكيت " تُرهات .
لمَ أُجبر على قول شئ لا أعنيه ف الاساس! "ما يخرج من القلب يصل إليه" فلا داعي للترهات .
يا غريب.. حدثني عن الأقنعة.

عن الموت


أتعلم كم من المخيف أن تكون موجودًا و فجأة تختفي.
تختفي بلا مقدمات !
هي أيضًا كانت تحلم بكل الأماني التي قد يتمناها من هم بمثل عمرها .
و فجأة اختفت.. هي و أمانيها! 
و تركت مقعدها فارغ ليحتله آخر و يتناسون الأمر .
المخيف أكثر أنك قد تختفي في أي وقت . والمرعب أكثر من ذلك اختفاء أيًا من أحبائك والذي أيضًا قد يحدث في أي وقت ! 
تحلُم.. ولا تعلم حتى إذا كنت باقٍ لعام آخر أو حتى يوم ! 
" و أتفه الأسباب قد تُميت المرء " 
أيها الصديق الغريب.. حدثني عن الموت

عن الخذلان


و في أمس الحاجة إليهم يختفون.
بينما أنت متوافر طوال الوقت. وتترك ما بيدك من أعمال لتتفرغ لهم .في أبسط الأحوال لا تجدهم !
لا تعلم هل هم منشغلون حقًا أم هو مجرد خذلان آخر ؟! 
أيها الغريب حدثني عن الخذلان..

رسالة لبنى عن الخذلان والموت

من لبنى


لو كنتِ سألتِني عن شيء آخر? 
قبل أيام كنت مستغرقة مع إيثار في وصلة من وصلات البوح المعتادة.
قلت: أشعر كأنني طالبة في مرحلة التعليم الأساسي، أخرجوها من المدرسة عنوة، وزجوا بها في معترك الحياة.
لم أنل نصيبي من التعليم بعد.
لكنني تعلمتُ الكثير عن الموت والخذلان يا يارا.
الراحلة ظلت تحكي لي قبل رحيلها ببضع سنوات عن حلمها المتكرر.
ترى نفسها مضيئة في تابوت جميل إلى جانب أمها الصدّيقة.
أحبّت قبرها قبل أن تسكنه!
الموتُ هو الخذلان الأعظم، لكنه يُغتفر. أما ما دونه فيستعصي.
لا شيء يبرر الخذلان.. لا شيء يجعلني أسامح نفسي.
أنا لم أحارب.. انشغلتُ بموتي عن إحيائهم. كنتُ مُقوّضة.. ليس عُذرًا.
عوقبتُ.

اسأليني عن شيء آخر يا يارا.

Tuesday, August 7, 2012

أن تطير؟!

تجمدت حيث أنا حين رأيت قدميها الصغيرتين تتدليان خارج النافذة..

جل ما أرادته هي أن تطير!
كثيرًا ما اجتاحتها نوبات من الجنون.. فتطل من النافذة ناظرة لأسفل, فتشعر بالأرض منادية لها من بعيد!
والسماء داعية لها كي تحلق في أرجائها المتسعة..
دائمًا ما أحببتُ جنونها الطفولي.. 
ربما أرادت التحرر أيضًا؟
من جسد يعيقها.. مجتمع يقمعها ويمحوها..أناس تعود عقولهم إلى عصور الجاهلية والضلال!
لاسيما أرادت أن تبحر ف الأرض الزرقاء.. أن ترى إبداع من الخالق يتجلى.. تشاهد عوالم مختلفة فتستمع إلى تواريخها وتشاهد حضاراتها التي قد سبقتها من قرون مضت .
أن تسير على ضوء من القمر في الصحراء والبحر !
ربما أرادت أن تمحو كل القيود السوداء
صرخة واحدة هي التي أفاقتني من سباتي العميق..لأدرك أنني كالحجر الأصم ثابتًا لم أتحرك !
أتخاذلت في إنقاذها؟ أم أنها هوت قبل أن أدرك ذلك حتى؟

أتسائل لمِ لم تأخذني معها؟

جل ما أرادته هي أن تطير! أو لربما أهذي.. فأنى لها أن تفهم الطيران..؟!

انحدار

أُشاهد انحدار أمواج البحر المتلاطمة والمتصادمة مع بعضها البعض .. بينما تتعارك عواصف أخرى بداخلي  وتجتاحني تلك العواطف التي تأتي بين الحين والاخر و تتخبط تلك الأفكار المتناقضة في جدار عقلي المُجهد لتنتهي بلا جواب على الأسئلة اللا متناهية لتنتدثر تمامًا كذاك الموج الذي يسرق من الرمل حبيباته ما استطاع ثم يرحل !
أناس غير الأناس كنت قد عرفتهم منذ زمن أو لربما أتخيل ذلك !
كانوا, وكان فعل ماضي, طيبين.. منيرين.. قاشعين لظلمة العقول! 
رغم تشابههم من الخارج إلا أن كل كائن منهم كان يحمل عقل فذ و فلسفة متميزة ورؤية مختلفة للحياة و المغزى منها 
عشقت لقائاتنا في تلك الأرض البعيدة و مناقشاتنا !
إلا أن الحال أصبح غير الحال !
و طغى الجانب المظلم على الإنساني.. فتفشت اراء غريبة ونشبت أفكار ذميمة وتجلت صفات سافرة ! بقدوم الانفتاح .. باختلاط كل شئ جيد وسئ على السواء!
فتهتز دفة العقول.. لتُظهر لنا أشخاصًا اخرين لم نكن نعهدهم!
وهكذا أعود لأتسائل.. أكانوا هم نفس الأشخاص.. هكذا من البداية؟ أم أنني أنا الذي لم أكن أرى كفاية؟! 

Sunday, June 10, 2012

عن الأرض السوداء





و قد كانت كائنًا أُسطوريًا يتنقل بحرية مرتديًا مختلف الأقنعة من أرض إلى أخرى و من عالم إلى آخر ..
ذات خصلات من الذهب تسطع في ضوء الشمس ..
قوتها هي بصيص الأمل المتغلغل في أعماق زاهدي الحياة في يوم وصلت إلى أرض سوداء..
تفشى فيها الجهل كانتشار السرطان بين الخلايا النقية!
و احترق فيها الأمل كما يشتعل الخيط في رقعة ثياب..
و توطن الخوف مواطن كتمانهم وانغرست فيها جذوره..
و خيم الظلام و ردع ضوء النهار !
..أحست بضعفها و لأول مرة بدأت خصلاتها الذهبية ف الانطفاء شيئًا فشيئًا
.........
في أعلى التل على الطرف الآخر من تلك الأرض كانت هناك قلعة مهيبة مشيدة من رماد موتى العقول والقلوب 
حيث ذاك الكائن الظلامي متربعًا عرشه..
ينشر الأمراض في كل شبر من الأرض..
ينثر الغضب من السماء..
الكره يُخرجه من جذور الأرض..
فتستوطن قلوب ضعيفي الإيمان.. عديمي الصبر!
..........
ظلت تدور بين جنبات الوادي بعدما قوبلت بمجموعة من الصياحات الغوغائية إثر محاولتها غرس النور في قلوب الأموات!

أصبحت ترتحل بين العقول محاولةً أن تجلي الظلام الدامس..

بعد مرور الزمن بدأ شعاع الشمس يتسرب للحقول..
وهو بدأت تذروه الرياح يومًا فيومًا..
أخبرته أعينه أن الحرية قد بسطت وشاحها على الأرض
 و إن لم يردعها.. لينتهي عصره أسوأ نهاية !
منذ ذاك الحين  وقد بدأ يعد أنصاره كما تفعل هي..
 يخيف العبيد ضعفاء القلوب..
يوهم أذلاء المال بالنفوذ..
يشبع غرائز الجشع في الطامعين..
حتى جاء اليوم الذي اشتعل فيه فتيل اللهب 
فخرجت الجموع الغاضبة مطالبة بالحرية..
بالعقول الضائعة التي نُهبت..
بأرضهم التي طغى عليها الظلام..
 في كل جوف كان هناك صوت يصدح في الفضاء يُضعفه..
يجعله يحترق رويدًا رويدًا ..
وفي مقابل كل هتاف كائنات تجردت من إنسانيتها..
قيّد الذل أدمغتها كانت تدافع عن سيدها باستماتة المحارب الذي يدافع عن الحق البيّن..
ولم ينلهم سوى الإحتراق مثل سيدهم..
فاحترق واحترقوا معه.
.و رحلت تلك الأسطورة عنهم بعدما أنهت مهمتها ..
ولكن ما زال بداخل كل طفل يولد من سلالة أولئك المتجردين من إنسانيتهم..
كائن ظلامي صغير !

Saturday, May 19, 2012

هو وهي







حاولت كثيرًا العبث بداخله لأُخرج شخصه الحقيقي.. لكن لا فائدة !
! على الرغم من عيوبه إلا أنه نقي..أعرف ذلك .


 -------------------
عنيدةٌ هي ومشاكسة.
لا أعلم إن كانت المتاعب تجذبها أم هي تجذب المتاعب إليها .
حاولَت كثيرا أن تخرجني عن شعوري . 
"على الرغم من قناعها الملائكي إلا أن بداخلها  شر "دفين !

-------------------


متعجرف كثيرًا..يظن أن شخصه محور الكون!
يمتلك شيئا من أنفة الرجل العربي
لكن كثيرًا ما كان يأتي ليعتذر حتى و إن لم يخطئ. أحب ذلك فيه!

--------------------
أذكر مرة شجارًا كبيرًا انفجر بيني وبينها.
 لمعت عيناها للحظة و هي تهددني بالفراق.
صدقتها لوهلة لكني موقن بأنها لن تستغني عني ! 
تماما مثلي.. لا أستطيع الحياة بدونها !


--------------------

هادئ بارد كالثلج!
كم أمقته حين يتحول لتلك الهيئة.
يخيفني أحيانا بنظراته خاصة تلك "الحادة"..
كأنه يخترقني  ليعرف ما يدور في عقلي !

---------------------

وجهها مألوف لكنه مميز !
لديها عينان إذا نظرت لك بهما تخر ساجدًا كأنك في محراب!
هي.. مزيج غريب أعشقه!

--------------

ابتسامته ماكرة.. خبيثة!
لحسن الحظ أني أقرأها لأعلم ما تخبئه!

---------------

تبتسم كثيرًا.ابتسامتها لم أرى لها مثيلًا من قبل.
----------------

تخاف كثيرًا.خوفها مميز.
حتى إنه يخيفني أحيانًا!
هي تخاف من كل شئ.
حتى الفكرة !

------------------

لحظات قليلة أراه!
أرى ما بداخله و ألمح النقاء !
أحيانا يرتسم على وجهه طفل برئ!
أرى التساؤل في عينيه.. ولا أعلم مصدره!

--------------------

أعلم أنها خبيثة أحيانًا..
بل كثيرًا !
تحتمي به في حصونها..
  لكنها نقية أعلم ذلك!

Thursday, March 1, 2012

صناعة الخوف


مذ كنا صغارا.. تربينا على الخوف
كان للمعلم والمدير هيبة مبالغ فيها
فكيف تجرؤ أنت ايها الصعلوك ان تصحح لمعلمك خطا قد قاله أو تخبر مديرك بخطأ قد ارتكبته... الويل كل الويل لك!!
كبرنا.. فهمنا ولم نفهم أن هناك ما يطلق عليه " الحقوق" وأنه من "حقنا" الحصول عليها
فهمنا ان هناك احترام لمن هم أعلى مكانة منا.. ولم نفهم ان هذا الاحترام يتحور الى اجلال وتعظيم يصل الى حد "العبودية"!!
فهمنا ولم نفهم لماذا تنتهك حقوقنا وتنتهك معها كرامتنا !
تعلمنا الصمت حتى عن ذلك!
تعشش الخوف في قلوبنا واستوطن أنفسنا..
أصبح يمتد بأذرعه ليكمم أفواهنا و يقتل كلماتنا!
يا عزيزي.. حتى الان و قد هرمت وطلى الزمن وجهي بعلاماته
ما زلت أخاف!
الشجاعة ليست ألا تخاف..وانما كيف تتحكم في هذا الخوف.. وانا لا أمتلك هذا ولا ذاك!
ما زالت فكرة الفرعون قائمة لدينا.. لا زلنا نبجل كل من لا يستحق التبيجل اعتقادا منا بأنه يملك مفاتيح السماوات والأرض .. اعتقادا منا بأنه "اله"

أنتم جيل قادم.. ونحن جيل مضى.. لذلك فلا تصمت..لا تصمت أبدا عن حق من حقوقك..تكلم تمرد أعلي من صوتك.. ارفض .. و تكلم !
اياك والصمت..اياك والخوف!
لا تخف..فانك من جيل لا يعرف الخوف..جيل قد ضحى بكل ما يملك..حتى بحياته في سبيل حق من حقوقه .. في سبيل من زهقت أرواحهم و أريقت دمائهم ولم ينالوا القصاص من قتلتهم
ولم يتحقق مقدار أنملة من مطالبهم ..
لم يتحرر من ماتوا لأجلهم..
كثير ممن قد أضلتهم عقولهم يتعجبون كل العجب من تلك الشجاعة والتضحية المستبسلة في سبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
وينسبوا تلك التضحية لأسباب أخرى سخيفة !
أتعلم!
أنتم جيل ضحى ومازال يضحي.. ونحن جيل أضعنا وما زلنا نضيع تلك التضحية
فسحقا لجيل كجيلنا..
ولكن اعذرني يا بني.. فقد كمم الخوف فاهي..
اعذرني يا بني.. فما زلت أخاف!!