Sunday, June 10, 2012

عن الأرض السوداء





و قد كانت كائنًا أُسطوريًا يتنقل بحرية مرتديًا مختلف الأقنعة من أرض إلى أخرى و من عالم إلى آخر ..
ذات خصلات من الذهب تسطع في ضوء الشمس ..
قوتها هي بصيص الأمل المتغلغل في أعماق زاهدي الحياة في يوم وصلت إلى أرض سوداء..
تفشى فيها الجهل كانتشار السرطان بين الخلايا النقية!
و احترق فيها الأمل كما يشتعل الخيط في رقعة ثياب..
و توطن الخوف مواطن كتمانهم وانغرست فيها جذوره..
و خيم الظلام و ردع ضوء النهار !
..أحست بضعفها و لأول مرة بدأت خصلاتها الذهبية ف الانطفاء شيئًا فشيئًا
.........
في أعلى التل على الطرف الآخر من تلك الأرض كانت هناك قلعة مهيبة مشيدة من رماد موتى العقول والقلوب 
حيث ذاك الكائن الظلامي متربعًا عرشه..
ينشر الأمراض في كل شبر من الأرض..
ينثر الغضب من السماء..
الكره يُخرجه من جذور الأرض..
فتستوطن قلوب ضعيفي الإيمان.. عديمي الصبر!
..........
ظلت تدور بين جنبات الوادي بعدما قوبلت بمجموعة من الصياحات الغوغائية إثر محاولتها غرس النور في قلوب الأموات!

أصبحت ترتحل بين العقول محاولةً أن تجلي الظلام الدامس..

بعد مرور الزمن بدأ شعاع الشمس يتسرب للحقول..
وهو بدأت تذروه الرياح يومًا فيومًا..
أخبرته أعينه أن الحرية قد بسطت وشاحها على الأرض
 و إن لم يردعها.. لينتهي عصره أسوأ نهاية !
منذ ذاك الحين  وقد بدأ يعد أنصاره كما تفعل هي..
 يخيف العبيد ضعفاء القلوب..
يوهم أذلاء المال بالنفوذ..
يشبع غرائز الجشع في الطامعين..
حتى جاء اليوم الذي اشتعل فيه فتيل اللهب 
فخرجت الجموع الغاضبة مطالبة بالحرية..
بالعقول الضائعة التي نُهبت..
بأرضهم التي طغى عليها الظلام..
 في كل جوف كان هناك صوت يصدح في الفضاء يُضعفه..
يجعله يحترق رويدًا رويدًا ..
وفي مقابل كل هتاف كائنات تجردت من إنسانيتها..
قيّد الذل أدمغتها كانت تدافع عن سيدها باستماتة المحارب الذي يدافع عن الحق البيّن..
ولم ينلهم سوى الإحتراق مثل سيدهم..
فاحترق واحترقوا معه.
.و رحلت تلك الأسطورة عنهم بعدما أنهت مهمتها ..
ولكن ما زال بداخل كل طفل يولد من سلالة أولئك المتجردين من إنسانيتهم..
كائن ظلامي صغير !