Thursday, March 1, 2012

صناعة الخوف


مذ كنا صغارا.. تربينا على الخوف
كان للمعلم والمدير هيبة مبالغ فيها
فكيف تجرؤ أنت ايها الصعلوك ان تصحح لمعلمك خطا قد قاله أو تخبر مديرك بخطأ قد ارتكبته... الويل كل الويل لك!!
كبرنا.. فهمنا ولم نفهم أن هناك ما يطلق عليه " الحقوق" وأنه من "حقنا" الحصول عليها
فهمنا ان هناك احترام لمن هم أعلى مكانة منا.. ولم نفهم ان هذا الاحترام يتحور الى اجلال وتعظيم يصل الى حد "العبودية"!!
فهمنا ولم نفهم لماذا تنتهك حقوقنا وتنتهك معها كرامتنا !
تعلمنا الصمت حتى عن ذلك!
تعشش الخوف في قلوبنا واستوطن أنفسنا..
أصبح يمتد بأذرعه ليكمم أفواهنا و يقتل كلماتنا!
يا عزيزي.. حتى الان و قد هرمت وطلى الزمن وجهي بعلاماته
ما زلت أخاف!
الشجاعة ليست ألا تخاف..وانما كيف تتحكم في هذا الخوف.. وانا لا أمتلك هذا ولا ذاك!
ما زالت فكرة الفرعون قائمة لدينا.. لا زلنا نبجل كل من لا يستحق التبيجل اعتقادا منا بأنه يملك مفاتيح السماوات والأرض .. اعتقادا منا بأنه "اله"

أنتم جيل قادم.. ونحن جيل مضى.. لذلك فلا تصمت..لا تصمت أبدا عن حق من حقوقك..تكلم تمرد أعلي من صوتك.. ارفض .. و تكلم !
اياك والصمت..اياك والخوف!
لا تخف..فانك من جيل لا يعرف الخوف..جيل قد ضحى بكل ما يملك..حتى بحياته في سبيل حق من حقوقه .. في سبيل من زهقت أرواحهم و أريقت دمائهم ولم ينالوا القصاص من قتلتهم
ولم يتحقق مقدار أنملة من مطالبهم ..
لم يتحرر من ماتوا لأجلهم..
كثير ممن قد أضلتهم عقولهم يتعجبون كل العجب من تلك الشجاعة والتضحية المستبسلة في سبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
وينسبوا تلك التضحية لأسباب أخرى سخيفة !
أتعلم!
أنتم جيل ضحى ومازال يضحي.. ونحن جيل أضعنا وما زلنا نضيع تلك التضحية
فسحقا لجيل كجيلنا..
ولكن اعذرني يا بني.. فقد كمم الخوف فاهي..
اعذرني يا بني.. فما زلت أخاف!!