Friday, June 7, 2013

في حضرة الموت 2

و قد أخبرتها بأن تتماسك , فلا جدوى من الانهيار سوى أنه قد يوقعها في حفرة عميقة قد تظل غارقة بها للأبد.
كنت أعلم أن كلامي لها لم يكن ذا جدوى إلا أنني لم أجد شيئًا آخر لأقوله . فأنى لي أن أواسي من فقدت للتو أعز ما تملك !
عندما يحضر الموت لا يكتفي بأن يأخذ شخصًا واحدًا فحسب , بل يأخذ معه عدة أشخاص ,  ثم يرحل .
تخيفني قدرته الرهيبة على اختطاف أي شخص من بيننا و وضعه تحت الأرض\التراب , و كأنه لم يكن !
كان هنا ولم يعد !
يختفي , يختفي تاركًا ورائه كل شيء .ربما تكون قد رأيته منذ بضع ساعات او بضع دقائق و لكنه تبخر الآن.
فيتوقف عقلك عن العمل محاولًا استيعاب ما حدث .
البعض منا يظل يكرر جملة "قد مات" كي يُشعر نفسه بهول ما نزل به  و لكن أنى له ؟!
بعد بضعة أيام من تكرار ذلك تشعر و كأن ذاك الشخص ما زال حي فكيف له أن يختفي بكل تلك البساطة ؟!
فتهدأ .. تنسى أو ربما تتناسى كي تستطيع أن تكمل حياتك . فكأنك تهرب من حقيقة ما بتكرارها كل يوم حتى تصبح طبيعة \عادية
فتفقد معناها و محتواها وكل شيء و تتناسى حقيقة ما حدث!
يصفعك الموت غالبًا , و صفعته مريعة , لكي يذكرك بأنه موجود فحسب وأنه يومًا ما سينال منك .


No comments:

Post a Comment