Friday, June 7, 2013

مُفارقات

(1)
كانت قد انتهت توًا من محاضراتها , سبقت صديقاتها ببضع خطوات , لم تكن تمشي حينها , بل كانت تطير , تفرد ذراعيها محتضنة كل شيء .
كانت هائمة !
تلك الفتاة كانت ترسم و تكتب و لها من الأفكار ما لا يُستهان به . كان عقلها من تلك  العقول اللامعة التي قد انقرضت منذ زمن.
كان لها خيالًا خصبا . يمكنها أن تغوص بك إلى أعماق البحار و أنت لا زلت ساكنًا في مكانك لم تتحرك !
 و لكنها في يوم اكتفت, اكتفت فحسب !
قررت أن تسير على خطى الجميع مضحية بها . 
لم تعد تبث بعضًا من روحها في تلك الأشياء , و كأن قدرتها فقط "تلاشت" !
و تلاشت هي معها !

(2) 
كان نقيًا ,  لم يدع  للحياة فرصة كي تغير منه .
كان يعرض رسوماته و كتاباته على الاخرين دائمًا, غير مهتمًا برد الفعل الذي يلقاه.
شارك في بضعة حفلات , أصدر بضعة كتب وأصبح من الشخصيات العامة .
كان يستخلص قصصه من الواقع , فمخيلته كانت معدومة ! 
معظم كتاباته كانت تخرج عفوية . تحكيه او تحكي شخصًا ما يعرفه .
 مقدرته الأدبيه كانت ضعيفة , و على الرغم نال صيتًا واسعًا .


(3) 
لم تكن تدري بموهبتها , قررت في يوم أن تُجرب شيئًا جديدًا . و قد نال ما كتبته إعجاب الجميع .
لكنها دائمًا ما كانت تقف في المنتصف , متردده ما بين التوقف و الاستمرار .
كانت تخاف , تخاف المجتمع,ردود الأفعال,الآراء . كانت تستمد ثقتها من الآخرين
 فإذا هم تلاشوا تلاشت !
أخبرتها معلمتها ذات يوم بأنها تمتلك موهبة رائعة وعليها ألا تتركها تندثر , ولكنها دائمًا ما كان يصيبها الإحباط فتقعد في "المنتصف"
أحيانًا كانت تتفوق على نفسها , و أحيانًا أخرى كانت تعود للوراء ..للوراء كثيرًا .
و لكنها في النهاية ظلت جالسة في "المنتصف" 




No comments:

Post a Comment